حكايا: فضيحة شبكة نصب اتخذت من الخطاب الديني أداة لجذب الضحايا

منذ أيام أتابع قصة نصب من شبكة جعلت الدين واجهةً لها، وهذه الشبكة فضحها شخص وقع في شباكها وقال إن أول مفتاح للنصب كان نحن إخوة ولازم نساعد بعض، ودينا بيأمرنا، وإسلامنا، طبعا مع الابتسامات البريئة التي تخفي وراءها ثعلبية ماكرة.

المهم هذا الرجل مشهور على اليوتيوب وفضحهم بحلقة مجلجلة على قولة المصريين، والشركة تدعي أنها تقوم ببيع أسهم لفروعها على الراغبين بتحصيل دخل ثابت، ويتصيدون بمكرهم كل من يصدق أولئك المرتدين لثوب الدين في التجارة والحياة، فيتواصلون معهم ويقولون لهم نحن همنا الناس المعترة وكذلك الناس الذين يسافرون للخليج ولكن بعد فصلهم من الخليج لا يعرفون كيف يستثمرون أموالهم، ونحن من باب الواجب الديني والأخلاقي نريد مساعدة الجميع للحصول على دخل ثابت من خلال شراء أسهم في شركة عملاقة.

اليوم الرجل الذي يفضح الشبكة أضاف شخصا شهيرا كل مرة يظهر وهو يقول الحمد لله بفضل الله بإذن الله .. هذا الإنسان كان ضمن الشبكة الكبرى لكن اليوم كشف أمره، وبعد أن فضح على الملأ ظهر بفيديو وقال فيه: أنا أصلا مثل الشخص خدعت أيضا مع أن الفيديوهات التي فضحته اليوم عرفت عنه أنه مستشار للشركة التي تنصب على الناس، وهو أكد في اتصال مع أحد الضحايا أنه يضمن له الدخل الثابت والمحزن أن الضحية في المكالمة قال له ما ليش غيرك بعد الله وسأضع كل الذي جمعته في الغربة في المشروع لأنك تشجعني في الانضمام إليه.

طبعا في المكالمة شجعه وقال له توكل على الله وصل الاستخارة طبعا -لابد من هذه العبارات- حتى يزيد من صورته الطهورية أمام الضحية وبعد مدة تبين للضحية أنه نصب عليه وصار يقول في المكالمة التالية أنا استأمنته مخاطبا سكرتيرة الدعي الذي يكثر من الحمد لله بإذن الله مشروع رابح بفضل الله نريد مساعدة الأرامل والناس الذين ليس لديهم خبرة في إدارة المشاريع.

وأحد ضحاياه كاد يبكي لأنه ترك الخليج مصدقا كذبة هذا الرجل النصاب الذي وثق فيه لمجرد ظهوره بزي المتدين الخاشع النقي التقي.

والغريب أن أمثال هؤلاء المنافقين المتاجرين باسم الدين لا يستحون بعد فضحهم ويسكتون بل ظهر وقال أنا ضحية أيضا وقال أنا من سنة 2019 تركت هذا المشروع طيب لماذا يا كاذب لم تخبر الناس بأن المشروع فيه مشكلات كما كنت تروج له على أنه ناجح ومثمر وفيه عناية بالمسلمين وأنك تتقرب إلى الله في خدمة الناس.

اليوم فقط بعد أن فضحت صرت تقول تبين أنني كنت مخطئا.

مع الحزن الشديد على كل من يقع ضحية لشبكة نصب علينا أن نتذكر أن كثيرين من الناس نقول لهم إن كثيرين ممن تقبلون أيديهم نصابون وعندنا أدلة تثبت ذلك لكن تراهم يصفقون لهم ويسلمونهم عقولهم وقلوبهم ويرونك معاديا للدين لأنك تحذر من أعداء الدين الحقيقيين أي المنافقين المتسلقين على أكتاف الناس بالمتجرة بالخطاب الديني ولكن بعد أن يعرفوا ألم النصب الذي تعرضوا له بسبب اتباعهم لهؤلاء الأدعياء يبكون وينفرون ولكن هيهات ينفع ندم.

ومن هنا أقول يا سادة لا تضعوا قرشا بيد أحد وخاصة لمن يتاجرون بعواطفكم الدينية وبشكل خاص في هذه الأيام إلا بتوثيق قانوني مثبت في الدولة التي أنتم فيها وعند محام مشهور موثوق والأفضل ألا تشاركوا أحدا فمسائل النصب اليوم تشيب منها الولدان.

إياك أن تغامر برأس مالك أو بما يوجد معك من مال جمعته بعرق وتعب مهما صغر حجمه أو كبر لمجرد بهرجة تراها سواء كانت مكتسية زي التدين أو زي الفخفخة التجارية اعلم أن الناجحين في تجاراتهم اليوم ليسوا بحاجة إلى شراكات مع أشخاص لا يمتلكون خبرتهم بل يوسعون هم أعمالهم بتوظيف الناس لا بمشاركة من يؤلم رؤوسهم

احذر من المغامرة في وضع مالك في أماكن لست خبيرا بدقائقها خارج بلدك اصرف مالك على طعامك وشرابك ولا تعطه لشخص يبيعك أحلام الدينكشوت هل تظن شخصا اليوم لديه مصداقية ولا يذكر في المشاريع إلا المحاسن ويفرش لك الورود في طريق المشروع الذي تنوي افتتاحه في زمن الدنيا كلها تعاني والمستثمرون الكبار يخسرون المليارات وما ماسك خبره عنا ببعيد حيث خسر من قريب 200 مليار دولار .

الفطنة في هذه السنة تقوم على حكمة مفادها أنه إذا لم يكن عليك ديون وكنت تكفي نفسك وأهلك فلا تغامر بأي تجربة وتدخلها بحيث تخسر بشهر ما جمعته في عمر ورحم من قال كانت النصيحة بجمل.