معلومات عن حيّ الشيخ جراح المقدسي
حيٌّ مقدسي يرجع اسمه إلى طبيب صلاح الدين الأيوبي يسعى المحتلون إلى طرد أهله منه.
ما زلنا نتابع بألم كبير وقائع تهجير السكان الأصليين لحي الشيخ جراح، من قبل الكيان الإسرائيلي، نتابع بدهشة إعادة وتكرار فعلة الكيان التي بدأها منذ وجوده ليثبت لنا في الزمن المعاصر أنه كيان محتلٌّ اعتمد على التهجير والتقتيل، وهذا ينفي الادعاءات التي تقول إن الفلسطينيين باعوا أرضهم وتركوا قراهم ومدنهم، وما يثبت ذلك ما نراه اليوم من تشبث وتمسك بأرضهم ومسكنهم، ومكان ولادتهم، وذاكرتهم الجمعية التي تحتوي صور الأهل والأحبة ورائحة القدس الشريف.
تاريخ حي الشيخ جراح
منطقة الشيخ جرّاح كانت قرية تابعة للقدس الشريف ووقعت تحت الاحتلال الصهيوني سنة 1967، ويرجع تسمية هذه المنطقة إلى حسام الدين بن شرف الدين عيسى الجراحي الذي توفي في 598 هـ الموافق لـ 1202م، وقد دفن في زاويةٍ تُعرف باسم «الزاوية الجرّاحية» وهي موجودةٌ في حيٍ يُسمى أيضًا بحي الشيخ جراح.
عمل هذا الرجل طبيبا لصلاح الدين الأيوبي ، وكانت تعرف هذه المنطقة باسم زاوية الجرّاحية وهي بحسب ما ورد في كتاب (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل): “زاويةٌ بظاهر القدس من جهة الشمال، ولها وقفٌ ووظائف مرتّبة ونسبتها لواقفها الأمير حسام الدين الحسين ابن شرف الدين عيسى الجراحي أحد أمراء الملك صلاح الدين… وبظاهر الزاوية من جهة القبلة قبور جماعةٍ من المجاهدين يُقال إنهم من جماعة الجرّاحي”.
حي الشيخ جرّاح اليوم أحد أحياء القدس الشرقية ويتهدده مخطط إسرائيلي استيطاني أعلن عنه حديثا، ويتضمن بناء 200 وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيها، وسط هذا الحي العربي الواقع في القدس الشرقية المحتلة عام 1967م.
مساحة وعدد سكان الشخ جراح
ورد في موقع ويكبيديا أن مساحة الحي المقدسي الشيخ جراح تقدّر بـ808 دونمًا، ويقدر عدد سكانها بـ 2800 نسمة تقريبًا، والإدارة المستولية على الحي هي بلدية الاحتلال في القدس.
لحي الشيخ جراح جزءان يمتازان بتفاوت اقتصادي ومحلي، حيث أن الجزء العلوي هو الأكثر ازدهارًا في القدس، وفيه الفنادق، والمطاعم، والمقاهي، ومكاتب القنصليات ومؤسسات المجتمع الدولي. أما الجزء السفلي من الحيّ الذي يؤوي اللاجئين منذ الخمسينات، فيعاني من نقص في البنية التحتية فالشوارع بدون أرصفة، والبيوت في حالة مزرية. كما أن هذا الجزء من الشّيخ جرّاح يعيش في حالة من المواجهة الدائمة مع سلطات الاحتلال وجمعيات الاستيطان، واليوم يسعى المستوطنون إلى طرد أهله، ومنعهم من البقاء في حيهم وأرضهم، وسط صمت عالمي يكتفي بدعوة الطرفين للتهدئة وكالعادة يساوي المجتمع الدولي بين الضحية والجلّاد.