مشكلة النوم أصبحت في هذا الزمن مشكلة عالمية حيث أثرت الأجهزة الإلكترونية على النوم الصحي للناس ولم يعد كثير من الناس يحصل على القدر الكافي اللازم ليكون قد أكمل ما يتفق مع ساعته البيولوجية بل إن كثيرين تمدرت هذه الساعة البيولوجية عندهم، فكثيرون لم يعودوا ينامون في الليل، وتراهم في نهارهم بين غضب وتعب وإرهاق ودوار وهذا يوجد للموظف مشكلات مع مديره وزملائه؛ لأن تركيزه في العمل يقل إلى حدٍّ كبير، ويشعر وكأن عينيه تريدان أن تطبقا ويتذكر صورة توم في برنامج الاطفال الشهير توم وجيري عندما كان توم يقاوم النعاس بوضع عيدان في عينيه ولكن جفنيه يكسران العيدان وينصران لصالح النوم.
هذه المسألة بدأت تجري مؤسسات دراسات حول حلها وإيجاد طريق يتوافق مع حياتنا المعاصرة فقد نشرت البي بي سي حديثا دراسة عنونت ب “كيف تبقى متيقظا ومنتبها في عملك”، عرضت الدراسة مسألة قلة النوم التي يعاني منها كثير من الموظفين وكثرة النوم على المكاتب، وأشارت الدراسة إلى أنه لا بد من أن تحصل على ساعات نوم كافية وححدتها ب 8 ساعات ولكن علقت على الثماني ساعات قائلة إن الحصول على هذه الساعات أصيح أمرا صعبا في ظل الإشارات التي نصدرها الأجهزة الإلكترونية التي ترافقنا إلى أسرتنا وتؤخّر نومنا.
ولهذا فإن الدراسة اقترحت حلا يقوم على ما يعرف عندنا بالقيلولة في وقت العمل وذلك بان تكون القيلولة مدة 20 دقيقة محددة بحيث لا تطول وتفوت العمل ولا تذهب فتبقي الموظف خملا كسولا.
طبعا هذا الاقتراح الذي اقترحته الدراسة تحول دون قوانين الشركات الصارمة التي لا تسمح بمثل هذه الأشياء في مقراتها
ولهذا فإن الدراسة تقول إن ما يقوم به موظفو مراقبة الحركات الجوية في المطار يعد حلا ثانيا حيث إن هؤلاء الموظفين بحسب رئيس قسم الموارد البشرية في إحدى شركات الطيران يعطون كل ساعتين 30 دقيقة راحة ليعودوا إلى عملهم أكثر يقظة وانتباها.
وتبقى هذه الأمور والحلول مجرد اقتراحات لأن العامل الأول في جعلك متيقظا هو أن تمتلك الإرادة وتلزم نفسك بنظام نوم يعطيك ما يكفيك من ساعات النوم فغن كنت ممن يكتفون ب 6 ساعات فعليك أن تحقق ست ساعات نوم ليلية وهكذا إذا كان ما تحتاج إليه من ساعات النوم أكثر من ست ساعات فعليك أن تعطي جسدك هذه الساعات التي تساعدك على البقاء متيقظا وكذلك بحالة إيجابية.
وليس موضوع الساعات وحده المطلوب بل الوقت الذي تحصل فيه على هذه الساعات وأقصد في ذلك أن هذه الساعات إذا كانت بعد الثانية عشرة فلن تكون مفيدة كما لو نمت قبل الثانية عشرة وحصلت عليها قبل شروق الشمس.
موضوع النوم لم يعد مسألة نقاش عرضية بل أصبحت في صلب حياتنا اليومية لما يعاني فيه العالم كله اليوم من ظارهة قلة النوم عند أبناء هذا الزمن بسبب التكنولوجيا وأشعة الشاشات التي لا تفارقنا. وهذا أدى إلى كثير من الأمراض الخطرة وهناك دراسات قالت إن الاضطراب في النوم قد يؤدي إلى سكتات دماغية أو قلبية.
ومن هنا نعود إلى ما ذكرناه قبل قليل وهو أن على المرء ان يلزم نفسه بنظام نومي يومي وبعد مدة قليلة يعتاد الجسم على النوم في هذه الساعة دون تكلف وبهذا تضمن يقظتك في عملك وراحتك في يومك.