كيف يؤثر الطقس وتغير المناخ على الحالة المزاجية والطاقة؟
تغير الطقس
لاشكّ بأنّ الكثير من الناس يتأثرون بشكل مباشر بحالة الطقس، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعيش في مناخ صحراوي ، فإن يومًا باردًا وعاصفًا يمكن أن يسبب لك شعوراً بالسعادة والراحة النفسية. كذلك الأمر فقد تشعر في أيام الصيف الحارة والرطبة بالبؤس التام إذا كنت تقود الدراجة أو تعمل تحت درجات حرارة مرتفعة. .
تأثيرات الطقس.
يمكن أن يؤثر الطقس على صحتك العقلية بعدة طرق:
يؤثر ضوء الشمس أيضًا على الطاقة: فالضوء يخبر ساعتك البيولوجية أن تظل مستيقظًا ، بينما الظلام يخبر عقلك أن الوقت قد حان للراحة. بعبارة أخرى ، يمكن للأيام الطويلة والمشرقة أن تمدك بالطاقة. ولكن في الأيام القصيرة أو الملبدة بالغيوم ، فقد يكون الضوء القليل سبباً لعدم تشجيعك على البقاء مستيقظًا.
الضغط العصبي:
إذا استيقظت يوماً وشعرت بشعور غير مريح قبل حدوث العاصفة ، فمن المحتمل أن جسمك يشعر بانخفاض في الضغط الجوي. وفي دراسة أخرى أجريت على الفئران أكدت إلى أن انخفاض الضغط الجوي يمكن أن ينشط النواة الدهليزية العلوية
وهي جزء من دماغك يتحكم في التوازن والإدراك ما قد يكون السبب في إصابة بعض الأشخاص بنوبات الألم المزمن عندما يكون ضغط الهواء منخفضًا.
من ناحيةٍ أخرى يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة أيضًا إلى زيادة مستويات التوتر حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن الناس يصبحون إلى أكثر سرعة انفعالاً أو حتى عدوانية ، خلال الأشهر الأكثر حرارة.
قد يؤثر الطقس الدافئ المشمس على القدرة العقلية من خلال:
- تقوية ذاكرتك
- مساعدتك على الشعور بمزيد من الانفتاح على المعلومات الجديدة
- تحسين الانتباه ، إذا كان لديك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
- يميل الطقس الدافئ أيضًا إلى جعل الناس أكثر تقبلاً للمخاطر المالية . إذا وجدت نفسك تقوم باستثمارات أو عمليات شراء أكثر اندفاعًا خلال الأشهر الحارة ، فقد يكون الطقس أحد أسباب ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التأثيرات تحدث فقط إذا خرجت من المنزل حيث إنّ مجرد النظر من النافذة في يوم مشمس لن يكون له تأثير كبير على الأرجح.
خطر الانتحار:
تشير الدلائل إلى أن الناس أكثر عرضة لمحاولة الانتحار في الربيع وأوائل الصيف أكثر من أي موسم آخر. لا يعرف الباحثون بالضبط سبب حدوث هذا النمط ، على الرغم من أن لديهم بعض النظريات:
- قد يؤدي المزيد من التعرض لأشعة الشمس والإشعاع الشمسي إلى حدوث تحول في مستويات الناقل العصبي.
- يمكن أن يؤدي الارتفاع السريع في درجات الحرارة إلى نوبة مزاجية ، خاصة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب .
- قد يؤدي ارتفاع عدد حبوب الأدوية التي يتناولوها إلى حدوث التهاب في الدماغ وتفاقم أعراض الصحة العقلية.
في حين أن تغيرات الطقس وحدها من المحتمل ألا تدفع شخصًا ما إلى محاولة الانتحار ، إلا أنها قد تكون بمثابة محفز إضافي لشخص معرض بالفعل للخطر .
الاكتئاب الموسمي:
يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض مثل الحزن والنعاس وزيادة الشهية خلال أشهر الخريف والشتاء ، ولكن لا توجد مثل هذه الأعراض في فصلي الربيع والصيف.
على نحوٍ آخر فقد يعاني أشخاص آخرون من الاكتئاب الموسمي في فصلي الربيع والصيف حيث يتسبب الطقس الدافئ المشمس في هذين الفصلين إلى ظهور أعراض اكتئاب، هياج، أرق وضعف الشهية ، إلى جانب المزاج السيء.
تأثير تغير المناخ:
يؤثر الطقس القاسي على الجميع تقريبًا ، وليس فقط الأشخاص المعرضين للاعتلال الجوي. وفقًا لدراسة أجريت عام 2016 ، فإن درجات الحرارة التي تزيد عن 70 درجة فهرنهايت (21 درجة مئوية) يمكن أن تؤدي إلى:
- تقليل المشاعر المرغوبة ، مثل الفرح
- زيادة المشاعر غير المرغوب فيها ، مثل الغضب
- تساهم في التعب
كيفية التعامل مع تغيرات الطقس:
لا يمكنك تغيير الطقس ، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لتخفيف آثاره على صحتك.
إذا كنت تشك في أنك قد تكون حساسًا لتغيرات الطقس ، ففكر في النصائح التالية:
- احتفظ بدفتر يوميات مزاجك حتى تتمكن من تتبع مدى تأثير أنماط الطقس المختلفة عليك.
- راقب توقعات الطقس حتى تتمكن من إعداد جداول زمنية منخفضة التوتر للأيام الصعبة.
- ابق في داخل منزلك أو مكان عملك أثناء الطقس القاسي.
في حين أن الطقس ليس له سوى تأثير على الحالة المزاجية والطاقة والإدراك لكثير من الناس ، فإن ما يقرب من ثلث السكان حساسون للغاية للتغيرات الجوية.
علاوة على ذلك ، أدى تغير المناخ إلى زيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة ، مما ترك المزيد من الناس عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق المرتبط بالكوارث الطبيعية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: healthline.com