طعام: في تقرير حديث للأمم المتحدة يظهر أن العالم يهدر أكثر من مليار طن من الطعام سنويًّا، أي ما يملأ 23 مليون شاحنة تدور حول العالم سبع مرات إذا اصطفت وراء بعضها.
ما يقرب من ثلي الهدر يأتي من قبل العائلات و26 بالمئة تأتي من نفايات خدمات الطعام، 13 بالمئة من محلات البقالة وتجار التجزئة الآخرين. ولم يدخل في حسابات التقرير الأممي الهدر الذي يحصل في مصادر التوريد مثل المزارع والمصانع.
يعد هذا الهدر شيئا سيئا ولكن يزداد سوءا ويثير الحزن والألم عندما نعلم أنه مقابل هذا الهدر يوجد في عام 2019 820 مليون إنسان يعاني من الفاقة والجوع المدقع. وهم بأمس الحاجة لفتات مما يهدر من الطعام الذي يرمى في النفايات.
ويضاف إلى ذلك أن هذا الطعام المهدر يزيد من أزمة المناخ التي صرنا نرى ملامحها في معظم البلدان، من شح الأمطار وكثرة الأوبئة وغيرها من الأمورالسيئة التي تحصل في الحياة عاما بعد عام.
أثر هدر الطعام على المناخ
وقد عبر عن أثر هذا الطعام المهدر على المناخ إنغر إندرسن المدير التنفيذي لبرنامج البيئة : “إذا كان الطعام المهجر بلدا فإنه سيكون ثالث أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
تقول الأمم المتحدة إن الحل ممكن وذلك بتوجيه رسالة إلى زعماء العالم دعتهم فيها إلى البدء بحل يقوم على تأمين ثلاجات للطعام في البلدان التي لا يمتلك كثير من سكانها قدرة على شراء الثلاجات وضربت مثلا الهند حيث قالت إن ما يقرب من 70 بالمئة من سكانها لا يملكون ثلاجات في منازلهم.
يشير أحد التقديرات إلى أن 23 بالمئة من الغذاء يهدر في البلدان النامية بسبب سوء التدبير
الاستراتيجية الثانية التي اقترحتها الأمم المتحدة تقوم على عدم رمي الطعام في الزبالة بل تخصيص اماكن له من أجل تحويله إلى أسمدة يستفيد منها المزارعون، وقد نفذت هذه الاستراتيجية في فيرمونت ومدن مثل سياتل وسان فرانسيسكو في الولايات المتحدة.
كما دعت الأمم المتحدة الأشخاص أنفسهم إلى اتباع منهج يقوم على عدم هدر الطعام وتخليل كثير من أنواع الطعام للاستفادة منها وعدة هدرها.
لكن مع كل هذه الاقتراحات وكل النصائح لا يبدو أنه يلوح في الأفق أي حل جذري لهذه المشكلة العويصة لأن النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم لا يركز على تامين الطعام للجائعين أو تنمية فكرة المحافظة على البيئة بل يقوم ويركز على الربح والاستثمار ولا يعنيه موت الجوعى او تلوث البيئة.