تحليل الشخصية: هناك عوامل كثيرة أدت لتكوين شخصيتك التي أنت عليها الآن كجيناتك، أصدقائك، المدارس التي لحقت بها، وغيرها الكثير
كلها لعبت دوراً هاماً في جعلك الشخص الذي أنت عليه اليوم.
ولكن متى بالضبط بدأت شخصيتك المميزة تتشكل لأول مرة؟
على سبيل المثال إذا كنت شخصاً خجولاً الآن هل هذا يعني أنك كنت خجولاَ في صغرك؟
تشير الأبحاث إلى وجود روابط مهمة بين ميولنا السلوكية التي تظهر في عمر بضعة أشهر وبين شخصيتنا لاحقاً
وتشير بعض الدراسات إلى تأثير سلوك الوالدين في السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل على حياته بعد عقود.
حيث أن الدعم العاطفي الذي يتلقاه الطفل في هذه السنوات المبكرة من حياته له تأثيرٌ كبيرٌ على التعليم والحياة الاجتماعية والعلاقات العاطفية حتى بعد 20 أو 30 عاماً.
حيث أن الأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين تمت تربيتهم في بيئات منزلية داعمة لهم يكون أداؤهم في الاختبارات في وقت لاحق أفضل ممن لم يتلقوا الدعم في صغرهم.
بالإضافة إلى استطاعتهم التواصل مع أقرانهم بسهولة .
ومن ناحية أخرى يعتبر سلوك الوالدين في السنوات الأولى مجرد واحد من التأثيرات لوجود عوامل عديدة مهمة في تكوين شخصية الطفل، كالوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئة التي ينشأ فيها الطفل
ولكن بالمقابل على الرغم من كل تلك الأبحاث والدراسات لانستطيع أن ننفي أن التنمية البشرية معقدة للغاية.
و من المهم أن تتعرف على بداياتك كيف كانت وكيف نشأت ولا تعني هذه الدراسات أن كل إنسان نشأ في بيئة ليست صحية من ناحية توفر الاستقرار والهدوء النفسي سيكون مضطربا عندما يكبر، لكن علينا ألا نغفل دورها وأنت تحدد كيف عشت وتعرف اماكن النقص التي أصابتك في الصغر لمحاولة إتمامها وعدم فسح المجال لتسيطر عليك وتجعلك ذا شخصية مهزوزة لا تستطيع الصمود أمام رحلة الحياة القصيرة في زمنها لكنها الطويلة الأثر على النفس والروح.
الحل إذن يكمن في أن تعرف نواقصك ولا يستطيع أحد تحديدها غيرك عليك أن تكون صريحا مع نفسك تذكر قول الشاعر لا يؤلم الجرح إلا من به الألم فألمك لن يفهمه أحد سواك مهما تعاطف معك وساندك سيبقى جرحك خاصا كبصمتك وصوتك هكذا هو جرحك لا تسقط تجارب أحد عليك فلكل منا عزفه المنفرد في مسيرة حياته اعزف على وتر أيامك لحنك الخاص وغص في اعماق ذاتك . فأول حل المشكلة تعريفها ومعرفتها بدقة أي كما يقال توصيفها الدقيق.
وعندما تدرك مشكلاتك اسع إلى حلها بعلاج ذاتي أيضا لا تخضع لتوجيهات أحد اسمع واستشر ولكن افعل ما يتوافق مع روحك ونفسك هكذا تتخلص من عيوب الشخصية التي ربما تكون قد أصابتك وتبني شخصيتك بطريقة معتدلة تتفق وتعبن على السير في الحياة.
القاعدة الذهبية هي ألا تكبر الصغائر ولا تجعل كل صغيرة كأنها مخلدة لا تزل اعرف ان كل ما ممرت به ربما مر بأصعب منه كثيرون وتعامل مع نفسك برحمة وصداقة ومودة تكن ذا شخصية فريدة وصحية وملهمة للآخرين.