كيف تزيد كفاءتك في العمل – محمد خالد الفجر
يعاني كثير منا في هذه الأيام من مسألة الخمول التي تسيطر على العقل والجسد، فلم نعد أولئك الأشخاص الين يستيقظون مع الفجر، أو مع شروق الشمس، ممتعين بحيوية ونفسية رائعة مقبلة على الحياة.
وهذا انعكس على أدائنا في العمل، فالشخص الذي لم يأخذ القدر الكافي من النوم لن يكون عقله قادرا على الاستيعاب، ولا دماغه قادرا هلى تحليل المسائل التي تأتيه، ومن هنا فإن لهذا المقال أهمية لكل من يعاني من هذه المشكلة مشكلة الخمول، وعدم القدرة على الحركة الجيدة بعد الاستيقاظ. وضعف كفاءة العمل.
وإليكم نصائح الخبراء الذين مارسوا العمل لسنوات، وأنجزوا الكثير من الأعمال بكفاءة وإتقان.
1- النوم الكافي:
أثبتت دراسة حديثة أنه بالنسبة لأغلب الناس فإن معدل النوم الكافي يتراوح بين 7-8 ساعات، فإذا كانت ساعات النوم أقل أو أكثر من ذلك، فلا تنتظر من جسدك أن يكون نشيطا، لأن الدماغ لم يأخذ قسطه الكافي من الراحة أثناء نومك، ولم يكمل رحلة تجديد خلاياه. وأكثر ما يكون النوم مفيد في ساعات الليل وقبل منتصفه أي في الساعة الحادية عشرة، فلو نام الشخص في مثل هذا الوقت فإنه حتى لو نام 6 ساعات فإنه سيراها أفضل من عشر ساعات تبدأ منتصف الليل وتنتهي بعد الظهر.
ومن الأمور التي تعين على النوم المبكر:
- عدم الأكل المتأخر.
- ترك الجوال وعدم اصطحابه إلى غرفة النوم.
- إطفاء الأنوار.
2- التخفيف من الجلوس أمام الشاشات:
كما يقول أحد الخبراء: “أصبحت حياتنا مستقرة أكثر فأكثر ، وهذا ليس بالشيء الجيد. يجلس الكثير من الناس أمام شاشات الكمبيوتر ويلصقون على كراسيهم لساعات في كل مرة. انها ليست صحي؛ لذا ، احصل على استراحة وقم بالمشي لمسافات قصيرة من وقت لآخر. إنه لأمر مدهش أن المشي لمسافة قصيرة كل 90 دقيقة أو نحو ذلك يمكن أن يحسن كفاءتنا في العمل. إنه ينعش أعيننا وعقولنا وجسمنا دفعة واحدة”.
3- الطعام الصحي:
يصف الخبراء الغذاء بأنه وقود ويقول أحدهم: “الغذاء هو الوقود ، وعليك تشغيل جسمك بوقود عالي الجودة” فالطعام الصحي هو الوقود العالي الجودة الذي يحقق تكاملا وتوازنا بين أعضاء الجسد، ويحقق القيمة الغذائية التي تحتاج إليها.
الطعام غير الصحي وخاصة في وقت متأخر من الليل الذي تسيطرعليه الزيوت المشبعة سيؤدي إلى عدم استقرار نومك في الليل بل ستستيقظ كثيرا، أو ستتأخر حتى تنام نتيجة التلبكات المعوية التي تحصل لسببين، الأكل في وقت متأخر، وكذلك تناول طعام غير صحي.
ركز على الخضار، وابتعد عن المقالي بأنواعها، وليكن للبقوليات حيز كبير ضمن قائمة طعامك.
واليوم أصبح الأمر سهلا وميسّرا فلا تحتاج إلى كتب صامتة ولا كاسيتات تضعها في جهاز التسجيل، ولا أقراص ليزيرية،ففي منصة اليوتيوب كثير من المشاركات التي تفيدك في هذا الأمر وتسهّل عليك إعداد وجبات صحية بالصوت والصورة.
4- لا تدع الأعمال تتراكم على مكتبك:
من أسباب الخمول وقلة الكفاءة ان أضخاصا كثيرين يؤجلون الأعمال التي يخططون لها أو عليهم القيام بها نتيجة ارتباطهم بلقاء مع أصدقائهم، أو متابعتهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يؤدي بعد أن يهموا للقيام بالأعمال الموكلة بهم إلى شعورهم بالإحباط من كثرة الأعمال المؤجلة، وهذا يولد الاكتئاب والخمول؛ ولهذا حاول أن تنجز العمل فور حصولك على وقتك متاح له.
5- عدم التفكير بفعل كل شيء في لحظة واحدة:
يقول أحد الخبراء النفسيين: “الكثير منا مهووس بإنجاز كل شيء ، يبدو الأمر كما لو أننا مجبرون على التأكد من أن كل شيء خارج نطاق أطباقنا. لقد شاهدت مؤخرًا حلقة من برنامج MasterChef: The Professionals. في ذلك ، ابتكر طاهٍ يتمتع بخبرة 20 عامًا بعض أطباق الطعام الرائعة. مشكلة واحدة فقط – كان هناك الكثير من الأشياء على اللوحة. نتيجة لذلك ، لم يجتمع الطبق بأكمله وهذا كلفه الخسارة في هذه المسابقة.
يتابع قائلا: “الدرس هو هذا – في بعض الأحيان ، علينا أن نعرف متى نتوقف. من خلال عمل أقل ، يمكننا التركيز أكثر على تلك الأشياء التي تحتاج إلى اهتمامنا ، وبالتالي ، تتحسن جودة هذه الأشياء بشكل جذري.”
ومثل هذا الأمر الطالب الذي يريد إنهاء بحثه للدكتوراه فإنه ينسى نفسه وينسى أن هناك وقتا محدّدا عليه أن ينهي بحثه فيه؛ فتراه يستقصي ويمحص زيادة عن المطلوب، بل ربما ينشغل بأمور لا علاقة لها ببحث، ناسيا أن بحثه يعالج نقطة واحدة وليس كل أمور الحياة العلمية، ولا يتقن مهارة وضع نقاط بحثية للعمل على إنهائها بعد الانتهاء من الدكتوراه.
المنظّم والذي يعرف كيف يتقن إبراز الشيء المطلوب منه هو الذي ينجز ويكون أكثر كفاءة وقدرة على إدارة وقته، أما المبعثر فلن تراه إلا خائفا كئيبا مترددا يريد فعل كل شيء ولا ينجز شيئا.