خاطرة كيف تقوي شخصية من يجعلك قدوة له | الدكتور محمد خالد الفجر

إياك أن تستصغر أحدًا يقتدي بك ويجعلك قدوة له، ويراك المثل، ويعتبرك أهم شخص في حياته ، ثم لا يرى منك إلا الاستصغار والنقد اللاذع على كل كلمة وكل فعل وكل حركة؛ لأنك لن تبني وقتها شخصية متوازنة عنده، بل ستبني شخصًا يخاف من كل شيء، يخشى أن يتكلم، ويخاف أن يرفع صوته؛ ولهذا استطاع الغرب بفكر لا ندري كيف وصلوا إليه حيث استطاعوا أن يبنوا شخصيات تمتلك زمام المبادرة، لأنهم أعطوا لكل فرد قيمة، فأبدعوا، ولا نقول إن كل غربي مبدع، ولكن لكل غربي بيئة تتيح له أن يكون مبدعًا إذا أراد.

تجدون جميع كتبنا في متجر أتقن العربية

التربية أخطر شيء والفكر والوعي أهم لبنة في بناء الشخصيات، فاحرص على ولدك، أو تلميذك، أو طالبك، او محبك، أو من يأخذ منك علما أو نصيحة أن تزرع فيه ثقة بنفسه، وأن تحترم رأيه، وألا تراعي الناس وصورته أمام الناس بقدر مراعاتك لعقله وفكره وبناء شخص يستطيع أن يتكلم بحرية وأن يفكر بحرية، ما دام لا يسيء لأحد، ولا يجرح أحدًا، ولا يظلم أحدًا، فأين تجد من يخفق قلبه حبًّا لك في هذه الدنيا لا أقول في زمننا كما يقول الكثيرون، بل أقول منذ بدء الدنيا وإلى نهايتها أغلى وأعزّ شيء فيها أن تجد قلبا يحبك بصدق ويسعى لإسعادك بصدق، وأما الناس فكثير منهم مسايرون، وكثير منهم منافقون، وكثير منه صادقون بلا شك، ولكن من يخفق قلبه لك وحدك هم القلة فاحرص على هذ القلة، لا على قلوب كثيرة همّك رضاها وقد لا يكون فيها إلا البغض والكره لك.