لماذا انتشر فيروس كورونا في بعض الدول أكثر من غيرها، دراسة بحثة قدمت إجابة عن هذا السؤال

مازال فيروس كورونا يشغل العالم شرقا وغربا، وخاصة مع كثرة المتحورات التي أصبحت مثل موديلات الجوالات بل أسرع ظهورا منها، ولكن السؤال الذي مازال لا يجد إجابة وافية هو: لماذا نجد هذا الوباء منتشرا في دول أكثر من غيرها، كما أننا نتعجب من أن الفيروس انتشر في دول ذات نظام صحي متقدم جدا، وقل انتشاره في دول تعاني الفقرن والفاقة، طبعا لا شك أن هناك من قال إن متوسط العمر الكبير الذي وصلت إليه الدول المتقدمة ادى لكثرة الوفيات فيها، وكذل صحة بياناته والشفافية في عرضها جعلت عدد وفيات الجائحة في الدول المتقدمة يفوق عددها في الدول الفقيرة، ولكن ثمة دراسة بحثية امتدت لأشهر وصلت إلى إجابات مغايرة لهذا التحليل.

هدف الدراسة، ونتيجتها

الدراسة التي نشرت في مجلة لانسيت الطبية الرفيعة وذلك بعد 10 أشهر من البحث المتواصل تولاها فريق بحثي طبي بلغ العشرات.

وكان الهدف من الدراسة و الإجابة عما أطلق عليه مصطلح : “اللغز الوبائي” للوباء: لماذا ضرب فيروس كورونا بعض البلدان بشكل أقوى من غيرها؟

خلاصة الدراسة انبنت على تسليط الضوء على المقارنة بين ما حصل في فيتنام الدولة الفقيرة، وما حصل في الولايات المتحدة الدولة الغنية، حيث كان يتوقع ان الوباء سيقضي على أعداد كبيرة في فيتنام المجاورة للصين، ولكن كانت النتيجة معاكسة جدا فاستطاعت هذه الدولة الأسيوية النجاة من هذا الوباء بأقل الخسائر، أم الولايات المتحدة ذات البناء الصحي العالي، فإنها تعد على رأس قائمة أكثر الوفيات بسبب فيروس كورونا.

النتيجة التي وصلت إليها الدرسة تقول إن السبب وراء ذلك يرجع إلى مدى ثقة الشعب بالحكومة وتدابيرها، ففيتنا وفق الدرساة يثق شعبها بحكومتهم جدا، وهذا أدى إلى اتباع التعليمات التي تصدرها فورا، أما الولايات المتحدة فبالرغم من أن الجولة اتبعت كل التدابير، وسارعت إلى تطعيم الناس بلقاحات اخترعتها إحدى كبرى شركات الأدوية فيها، إلا أنها تعتني من ضعف ثقة الجمهور بالحكومة الأمريكية.

ويؤكدون هذه النتيجة بما حصل في الدنمارك ذات النظام الصحي القوي، والثقة المتبادلة بين الشعب والحكومة حيث استطاعت أن تسجل أقل عدد في الإصابات وترجع الدراسة السبب إلى ثقة الشعب بالحكومة، وإلى النظام الصحي العالي الذي تتمتع به الدنمارك.

وتقول الدراسة إنه لو تحققت الثقة بين الجمهور والحكومات فإن عدد المصابين على مستوى العالم سيقل بنسبة 13%.

الواقع لا يتفق مع ما خلصت إليه الدراسة

ولكن هذه الدراسة فندت نتائجها عودة انتشار الفيروس في فيتنام، وكذلك انتشاره في دول متقدمة تتحقق فيها الثقة بين الشعب والحكومة مثل نيوزيلندا التي بدأت تشهد مع نهاية 2021 ازديادا ملحوظا في الإصابات، وهذا يعني أن “اللغز الوبائي” لفيروس كورونا لم يستطع أحد إيجاد جواب حاسم لهذا السؤال: لماذا بعض الدول عانت أقل من جول أخرى في انتشار الوباء؟

ربما سيأتينا الجواب في قابل الأيام أو السنين أو العقود.