علامات إدمان وتعاطي المخدرات

خطورة المخدرات على الجيل المعاصر أصبحت تقضّ مضاجع الأسر شرقا وغربا، وتسعى معظم الدول إلى نشر إرشادات وتعليمات تنبئ الأسرة وتعلمها بكيفية معرفة علامات تعاطي ابنهم أو بنتهم للمخدرات، وخاصة أنه إذا استطاعت العائلة معرفة تعاطي ولدهم للمخدرات وهو في مراحله الأولى فإن هذا سيساعد في إنهاء المشكلة وبدء علاجه للتخلص منها، حتى لا يصل إلى إدمانها؛ إذ إن الإدمان على المخدرات سيوصله إلى مرحلة اضطراب في سلوكه وتصرفاته وعدم القدرة على التحكم بانفعالاته عند الحاجة إلى المادة المخدّرة، وكم من جريمة هزّت المجتمعات عن قتل ابن لأبيه أو أمه لأنهما امتنعا عن إعطائه مبلغا من المال ليشتري به حاجته من المخدّرات، ومن هنا فإنه من الأهمية بمكان أن ننشر مقالا نبين فيه علامات تعاطي الولد للمخدرات.

منافذ إدمان المخدرات

إن منافذ وقوع المراهق في داء إدمان المخدرات لم تعد محدودة، فربما يبدأ الإدمان من خلال جلسة ترفيه مع أصدقائه أو من خلال التأثر بمشاهدته لفلم ما، أو ربما من خلال محادثة مع صديق افتراضي يوهمه أنه إنسان صديق ويكون عضوا في شبكة اصطياد المراهقين وإيقاعهم في أتون المخدرات، كما أن وصفة طبية خاطئة لبعض الأدوية التي يحذّر تعاطيها دون استشارة طبيب يمكن أن تكون هذه الأدوية مصدرا وسببا في دخول الإنسان في عالم الإدمان. وخاصة إذا كان المراهق أو المراهقة يعاني أو تعاني من أزمة نفسية وبحاجة إلى التخلص من الوحدة والضغط والاكتئاب.

علامات تعاطي المخدرات:

لا يمكن طبعا أن يقف الإنسان على جميع العلامات الدالة على تعاطي أحد الأشخاص للمخدرات ولكن يوجد علامات تعد مؤشرا كبيرا يمنحك دليلا كبيرا على أن الشخص الذي أمامك ربما يتعاطى المخدرات، ومن هذه العلامات:

• مشكلات في المدرسة، والعمل:

من العلامات المبكّرة أن تلاحظ الأسرة تغيّرًا في سلوك ابنهم في المدرسة مغايرا لما كان عليه في السابق مثل عدم الاكتراث بالالتزام بحضور الدروس في المدرسة، على غير سلوكه العتاد من الانتظام بحضور الدروس وكتابة الوظائف، وهذه العلامة طبعا لن تكون هي الفصل في تحديد تعاطي الابن للمخدرات؛ إذ إنه ربما يكون قد تعرّض لتوبيخ في المدرسة، أو لكلام جرحه من زملائه، او لتنمر من رفاق المدرسة، ولكن مع أنها ليست علامة على التعاطي إلا أنه على الأسرة أن تنتبه جيدا لهذه العلامة؛ لأن انكسار الولد في المدرسة قد ينقله إلى سلوك وتصرفات مغايرة للسلوك الصحيح، وربما يصبح فريسة لمجرمي شبكات نشر المخدرات بين المراهقين، فقد يلجأ إلى المخدرات للتخلص من الحالة النفسية التي يعيشها، فيقع فريسة الإدمان، وينتقل من حال سيئ إلى حال أكثر وأشد سوءًا.

وإذا كان الفتى تاركا للمدرسة وملتزما في عمل ما مهنة أو أي شكل من أسكال العمل ثم تجد الأسرة أنه يستهتر بهذا العمل وبالالتزام بمسؤوليته ويصبح خمولا بعيدا عن الاتصال والتواصل مع الآخرين.

• علامات فيزيائية في جسده:

من العلامات أيضا وهي علامة يشترك بها معظم الذين يبدؤون بتعاطي المخدرات الخمول وفقدان الطاقة والوزن واحمرار العينين، واضطرابات النوم. خاصة إذا كان الشخص قبل ظهور هذه العوارض ممتعا بالصحة والحيوية والنشاط والانطلاق، فظهور مثل هذه العلامة يعني أن على العائلة أن تتبع وتبدأ بالمراقبة دون أيشعر الولد بذلك. ةوبناء على ما ذكر موقع مراكز علاج الإدمان الأمريكي فإن هذه التغيرات تختلف بحسب طيقة التعاطي إن كانت بالحقن أو بالتدخين.

• إهمال مظهره الخارجي:

ومن العلامات أيضا أن يهمل مظهره الخارجي مثل عد الاكتراث بنظافة ملابسه التي كان يعتبرها شيئا أساسيًّا قبل هذه المدة التي بدأت تظهر عليه هذه العلامة والعلامات السابقة.

• نوبات عصبية مفاجئة:

يلاحظ أهل المتعاطي للمخدرات أنه بدأت تظهر عليه علامات الغضب التي لم تكن من سماته من قبل، ولكن بعد التعاطي بدأت عنده نوبات غضب عصبي مفاجئ ويمكن أن يتصرف تصرفات مؤذية في حالة الغضب التي تعتريه.

• تغيّر في السلوك الاجتماعي:

يترافق مع العلامات السابقة تغيرا في تواصله الاجتماعي حيث يلاحظ الأهل في هذه المرحلة أنه أصبح له أصدقاء جدد مغايرون لطبيعته السابقة، وكذلك تغيرا في الهوايات التي كان يمارسها مع أصدقائه السابقين. وكما أنه يصبح غير متآلف مع مجتمعه مع اضطرابات في علاقاته مع الآخرين حيث يصادق أصدقاء جدد بسرعة ويتخلى عنهم كذلك بالسرعة نفسها. وربما يصبح مستعملا للغة يرفضها مجتمعه لا تراعي عادة ولا تقليدا اجتماعيا كان ملتزما به فيما سبق.

وفي النهاية نقول حتى لو لم تكن العلامات السابقة دليلا على تعاطي الشخص للمخدرات إلا أنه على الأسرة التنبه لهذا الأمر والاهتمام بالتغرات السلوكية لابنهم فالعامل النفسي له الدور الأهم في وقوع الابن في شراك إدمان المخدرات فإذا تنبه الأهل مبكّرا لأحوال ابنهم النفسية حموه من أن يكون فريسة لوحوش البشر من تجار المخدرات الذين يبحثون عن مثل هؤلاء لنشر المخدرات بينهم.

ولذلك ننصح الأهل بأهمية التواصل الدائم مع أبنائهم وأن يكونوا هم أصدقاءهم المقربين، وألا يحظروا عليهم التعبير عما يدور في فكرهم، حتى ولو كان موضوعا حساسا بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه، فإن فتح نافذة الحوار مع أهله ستخفف الكثير من الألم الذي يعيشه إن كان تحت ضغط نفسي ما، أو ستزيد طاقته الإيجابية إذا كان منتفتحا ومعبرا عما يدور داخله.

كما أن على الأهل ألا يتوقفوا عن المطالعة وتوسيع دائرتهم المعرفية في زمن صارت المعلوةمة يمكن الوصول إليها بضغطة زرٍّ واحدة، فليطالع الأهل دوما المقالات التي تتعلق بتربية الأطفال وأحوالهم النفسية وكيفية توليد الحوافز عندهم لحمايتهم من الأشرار المتواجدين في الحياة، ولكي يكون الولد محصنا ضد الوقوع في شباك إدمان المخدرات.