ظاهرة الأطفال المراهقين والأراجيل (الشيشة) توصيف للواقع واقتراح للحلول
كثيرة هي المشكلات التي نراها اليوم بين الأطفال والفتيان هذا الزمن لكن تبقى مشكلة الأرجيلة (الشيشة) المشكلة التي تفتح كل أبواب الفتن أمام فتيان لم يتجاوزوا مرحلة الطفولة بزمن بعيد.
لا أدري كيف الحل لكن القلب ينفطر على هذا الجيل من الأطفال الجيل الذي يحرق أجمل أيام عمره بسم قاتل.
كم هي عظيمة فتن هذا الزمن وكم هي مستسهلة الآن المشكلة أن الأطفال أو الفتيان المبتدئين بمرحلة الشباب مستقرٌّ في عقلولهم أن شربهم لهذا السُّم علامة رجولة مع أنها تدمير لشبابهم.
لا نستطيع إلا الوصف والكلام؛ لأنه قد لا يجدي نفعا فالقضية تحتاج إلى معجزة تربوية جديدة تستطيع تخليص هذا الجيل من الأطفال والمراهقين من هذا الوباء المتفشي تفشي الفيروسات بين من هم ثروة الحياة والمعتمد عليه في البناء هم لا شك سيندمون بعد أن يمر بهم الزمن، وسيقولون كنا مخطئين ولكن ما نفع ساعة الندم.
العمر قصير جدًّا ومن شاب على شيء شاب عليه، مرحلة المراهقة من أخطر مراحل العمر فمن ينجو منها فلا خوف عليه بعد ذلك إلا فيما ندر، فأخطر مرحلة وأهمها تكون بين 15-19 فمن استطاع في هذه المرحلة أن يكون ذا هدف وسعي فإنه في الأغلب سينجو مع وجود بعض الشواذ.
الأمر كله موكلٌ للأسر الأسرة عندما تتساهل في شيء فلن يجد الفتى الطفل أية غضاضة في ممارسة ما استهانت به الأسرة.
ولكن أكرّر وأقول إننا بحاجة إلى النجاة من واقع أليم يُدمي كلَّ من له قلب ويعرف مصير شباب ضاعوا بين متاهة تدخين سيجارة وأرجيلة والأخطر أنّ عددًا ليس بالقليل وصل إلى الحشيش والهيروئين.
كل ما سبق هو توصيف للواقع ولكننا نريد حلولا، حلولا تتفق والواقع المعيش ولا تخرج الطفل أو المراهق عن مجتمعه والاحتكاك بأصدقائه وأقرانه، وقبل البدء بالحلول لا بد أن نذكر أن الحلول هنا هي مجرد مقترحات وكلُّ إنسانٍ يُقدّر الحل الأنجع والأنفع مع ولده؛ لأنه كما نعلم أن الحلول تتكون من تصورات في ذهن فرد يتخيل المشكلة ويحاول وضع ما يظن أنه حلٌّ لها، من هذه الحلول الآتي:
- مصادقة الأسرة للطفل بحيث يشعرونه بالأمان التام والانفتاح الكامل معهم يروي لهم مشاعره وأحاسيسه دون خجلٍ أو حياء، بل يكون معهم كما يقال بالعامية (على البساطة) ففي هذا الزمن أول أسباب انخداع الفتى بالفتن هو أنه يظن أنه بالخروج عن الآداب التي ربي عليها في بيته نوع من التحرّر؛ ولهذا فإن الطفل عندما يُربّى على أن أسرته تتكون من مجموعة من الأصدقاء الأب والأم والإخوة وإن غاب أحد الأعمدة في هذه المؤسسة فعلى الشخص الذي يتحمل دفة قيادة سفينة الأسرة أن يكون هو القادر على إيجاد الطريقة التي تجعل الطفل لا يشعر بغياب أحد بل يشعر على الدوام بأن مكان ولادته هو المكان الأكثر أمانًا ليقول كل ما يفكّر به حتى ولو كان في الأسرة ممنوعا أو محرَّما، فإنّ على المتولي تربية الطفل أن يوجد له بيئة تساعده على البوح والتعبير عما يجول في خاطره، ويتحرك بين تلافيف دماغه.
- المراقبة من خلال الانتماء للأسرة الكبرى وأقصد بالأسرة الكبرى الأعمام والأخوال بحيث يكون هؤلاء عبارة عن مجتمع أكبر من أسر الأطفال الصغرى، وهذا المجتمع يكون عنده محرّمات لا يمكن للطفل أن يتجاوزها، بل دائما يحذّرونه من الوقوع فيها، وبهذا تتكامل عملية التربية بين أسرة صغرى يجد الطفل فيها الجرأة على فعل كل ما يريد وأسرة كبرى تضع له الخطوط الحمراء التي لا يستطيع تجاوزها بل يشعر أنه بفعلها كأنه خرج من الانتماء إلى أسرته الكبرى.
- اختيار الأصدقاء أكبر نافذة تدخل منها الفتن هي الأصدقاء وخاصة في المرحلة العمرية التي تقع بين 12-15 سنة في هذه المرحلة يكون الولد مطابقا لجو أصدقائه إن كانوا مدخنين سيدخن وإن كانوا منضبطين سينضبط؛ ولهذا فإن على الأسرة أن تحرص على اختيار أصدقاء ولدها، وألا تسمح للعاطفة أو لكثرة الفتن أن تسمح لولدها بالتهاون أو تغفل عن موضوع الصديق الذي يكون مدخنًا أو ممن يصاحبون مدخنين، ولن تعدم الأسرة وجود ولو صديق واحد لولدها لا يدخن ولا يقترب من مجتمع المدخنين.
- إشغال الولد بالأمور النافعة وعلى رأسها حفظ كتاب الله تعالى وفق طريقة حضارية تشعره بأن هذا القرآن يضمن له السعادة والتوفيق وراحة البال، ومن ضمن الأمور النافعة أن تسعى لتعليمه شيئا يحبه، مثل: اللغات الأجنبية، والبرمجة الحاسوبية، وغيرها من النشاطات التي تشغله عن عالم الفتن وضياع الوقت.
- تحبيب الكتب إليه فالقراءة إذا بدأت مع مراحل الطفل الأولى فإنه شيئا فشيئا سيأنس بها وستكون خير صديق له توجهه وتسعده وتشغله عن سفاسف الأمور.
- إيجاد منافذ للمتعة والترفيه من لعب على الكمبيوتر أو رحلات إلى الأماكن التي يحبها وخروج للمطاعم، بهذا سيشعر الطفل أن أسرته لا توجد له قيودًا بل تهيئ له تنظيما لحياته يشعره بأهمية وقته وزمنه ودوره في الحياة، ومن شبّ على شيء شاب عليه.
- إن كانت إمكانيات الأسرة المادية جيدة فعليها أن تسعى لتعليم طفلها في مدارس متقدمةن وكذلك أن تستثمر عطلته الصيفية -التي تكون ساحة للفراغ- بالتعلم وتطوير مهاراته وهنا قوة الأسرة تكون في اكتشاف موهبة طفلها ثم السعي إلى تنميتها؛ لأن الطفل إذا وجد من يكتشف موهبته وأوجد له الطرق لينميها، فإنه لن يستطيع أحدٌ صرفه عن هوايته التي تصبح مكان تفريغ طاقتهن وتنفسه.
حاولت في هذا المقال الموجز عرض ظاهر مشكلة واقعية مدمِّرة لكثر من الأطفال قدر الاستطاعة، كما أنني اقترحت بعض الحلول علها تكون سببا في صرف ولد عن فتنة تدمر حياته وتنقله من حافة الهاوية إلى بر الأمان، وتبقى هذه الاقتراحات مجرّد رأي ولا تعني أنها ستنفع مئة بالمئة ولكن بالعموم أثبتت هذه الحلول نجاعتها عند كثير من الناجحين الذين رووا أسباب نجاحهم وعدم ضياعهم مع الذين أضاعوا أعمارهم هباءً منثورا