يبدو أن مسألة الخوف من تحصيل المال لا تقف عند أصحاب الدخول القليلة فهاهم نجوم الفن في الشرق والغرب يتجهون إلى طريقة جديدة لتحصيل المال وتقوم هذه الطريقة على أن يسجل الشخص المشهور سواء أكان ممثلا او مطربا أو حتى من مؤثري اليوتيوب والتكتك الجدد بتسجيل مقطع فيديو لأشخاص يشترون تهنئتهم.
تقوم هذه الفكرة على وجود تطبيق يجمع عددا من المشاهير ويحدد تسعيرة كل فنان أو مشهور تحت اسمه بحيث تختار الشخص وتدفع له، ثم يقوم الفنان بتحقيق طلبك بأن يبارك لك بمناسبة ما أو يوصل رسالة منك إلى شخص آخر، أو تهنئة لك بمناسبة تهمك.
ظاهرة بدأت في الغرب وخاصة مع انتشار كوفيد19، وبرر بعض المشاهير هذا الاتجاه بأن عملهم يقوم على التجمعات البشرية وبعد الإغلاق بسبب فيروس كورونا تأثّرت أعمالهم فانتقلوا إلى مجال التسجيلات الذي نراه الآن في الشرق والغرب.
هذه الظاهرة أدّت إلى اتجاهين من خلال التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن غالبية المعلقين نقدوا هذه الظاهرة ورأوا أن المشاهير هم من أكثر الناس راحة مادية وأقلهم تعرضا للأزمات المالية في زمن الوباء وخاصة أولئك المشاهير الذين لم تتوقف أعمالهم واستمروا بالعمل سواء على التلفاز أم على المنصات الرقمية التي بدات تنتشر بكثافة ويظن أنها ستكون بديلا للقنوات التفلزية التقليدية.
بعض المعلقين شبّه عمل المشاهير بأولئك المغنين الشعبيين الذين كانوا يصرخون في الحفلات الشعبية وتحية لفلان بعد أن يقترب من الشخص المنادي ويعطيه رزمة من المال، فيقول: ما الفرق بين عمل ذلك الشخص وعمل الفنان الذي يضع لنفسه سعرا كي يهنئك أو يبارك لك بكلمات مصطنعة لا تحتوي أية مشاعر صادقة؟!
فالفنان لا يعرف من يرسل إليه ويتظاهر بأنه يحبه ويتعاطف معه؛ ولهذا فإن كثيرين رأوا في هذا العمل تقليلا من قيمة الشخص المشهور في عيون معجبيه ومتابعيه خاصة أولئك الذين كان يمثل لهم هؤلاء المشاهير قدوة أو مثالا يُحتذى.
الواضح للجميع أن المال يضعف أمامه كثيرون وأنه مهما كثر فإن بعضهم يبقى خائفا من زواله ويستحضر في ذهنه دائما أنه ربما سيصبح فقيرًا؛ ولهذا لا يفوّت أية فرصة لتحصيل المال.
المشكلة أن كثيرين ممن قبلوا بأن يكونوا مجرد ظاهرة صوتية مقابل مبلغ من المال تسمعهم في اللقاءات ينقدون الأمور المادية ويوجهون سهام النقد لزملائهم لأنهم ماديون، ومنهم من يقول إنه لا يقبل أي عمل لأن اسمه أكبر من أن يضع نفسه في أعمال فنية سخيفة.