في ظلّ الأحوال الراهنة التي يعيشها أكثر الناس في منطقتنا العربية وخاصة بعد جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وأطاحت الكثير من الشركات، وأوقفت الكثير من الموظفين عن العمل، وكذلك مع الأحوال السياسية السيئة التي تسيطر على العديد من الدول العربية، ومع تخلي الكثير من الشركات عن موظفيها، سيطرت الحالة المادية السيئة على كثير من الأسر والشباب. ويتطلع كثير من الشباب في الدول العربية التي تعاني من أزمات اقتصادية إلى الحصول على وظائف في دول الخليج ذات البحبوحة الاقتصادية، ولكن لم تعد دول الخليج مفتوحة الأبواب لكل من يرغب في العمل فيها، ولم تعد الفرص متاحة كل يوم هناك، بل أصبحت محدودة، وتعتمد في كثير منها على العلاقات بين من يجد فرصة هناك ويسعى لإيصالها لمن هو بحاجة إليها من معارفه، وهذا الأمر يتعلق خاصة بتلك المهن التي يعمل بها الكثيرون، وأصبح الطلب عليها قليلا، ولكن مع هذا فإن ثمة اختصاصات ومهنا مازالت دول الخليج بحاجة إليها، واختصاصات جديدة يزيد الطلب عليها يوميا، وهذا ما سنسعى لتبيينه في هذا المقال الذي سنعرض فيه أكثر الأعمال والتخصصات المطلوبة في دول الخليج .
بدايةً نودّ أن نقول إن طبيعة الأعمال المطلوبة في دول الخليج العربي لا تختلف عن طبيعتها في باقي دول العالم، حيث الاتجاه إلى صناعة تكنولوجيا المعلومات، والهندسة الرقمية، والتجارة الإلكترونية والصحة، والخدمات، حيث تعد هذه المجالات في أعلى قائمة المجالات المطلوبة للعمل في أيامنا، وإليكم الآن أهم الاختصاصات المطلوبة في 2021 وربما ما بعدها في دول الخليج.
1- هندسة الذكاء الاصطناعي:
تتجه دول الخليج عموما إلى الحكومات الرقمية، حيث نجد أن معظم الخدمات في دول الخليج تدار بوساطة الذكاء الاصطناعي، ويستطيع المواطن الخليجي، وكذلك المقيم في دول الخليج أن ينهي الكثير من متطلبات حياته من خلال تطبيقات معينة لخدمات تقدمها الحكومة، مثل بيع السيارة، والرخص، والحصول على التاشيرات، وغيرها من الأمور الإدارية والتجارية دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكان الدائرة الحكومية والانتظار في صفوف طويلة؛ ولهذا فإن هذا القطاع يحتاج إلى الكثيرين من العاملين لتأدية هذه المهام والمساعدة في الحفاظ على تشغيلها بسلاسة ودون أعطال، ولهذا فإن المهندسين المختصين في هذا المجال تعد فرصهم قائمة ومزدهرة وقابلة للنمو، ولا تنحصر بهذا العام وحسب أي عام 2021 بل تستمر مع استمرار التطور الرقمي الذي تشهده بلدان الخليج.
2- اختصاص علم البيانات وتحليلها:
مهنة جمع البينات وتحليها تعد العملة الذهبية والثروة العالمية لازدهار البلدان اليوم، حيث تلعب هذه البيانات دورا مهمًّا في إعطاء صورة عن السوق الاقتصادي والاجتماعي وكذلك السياسي، وبناء على تحليل بيانات العملاء تستطيع الشركات تطوير نفسها وتأمين الخدمات المطلوبة؛ ولهذا فإن المختص في هذا المجل سيجد فرصا كثيرة في هذه الأيام وما بعدها في دول الخليج العربي. ويعد هذا الاختصاص مكمّلا للذكاء الاصطناعي ومعتمدًا عليه للحصول على نتائج للدول الخليجية سواء من ناحية البنية الاجتماعية أو النمو الاقتصادي أو الاتجاهات السياسية.
3- الأمن السيبراني:
كنا نسمع عن هذا المصطلح ولا ندرك اهميته، ولكن بعد أن بدأت دول كبرى بالتحدّث عن الهجمات السيبرانية، وتعطيل الكثير من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الدول بسبب هذه الهجمات بدأنا نفهم شيئا فشيئا المقصود بهذا المصطلح الذي يمكن تعريفه ببساطة بأنه الأمن الذي يحافظ على معلومات الدول الرقمية في جميع المجالات العسكرية والمصرفية والاجتماعية.
ومن هنا فإن مهندسي الأمن السيبراني لهم فرص كثيرة الآن للعمل في العالم وفي دول الخليج التي بدأت الآن تغري الكثيرين من المهندسين المتميزن في هذا المجال للعمل في مؤسساتهم.
4- كتابة المحتوى الرقمي:
إن الأشخاص الممتعين بمهارة الكتابة التي تتفق مع وسائل الميديا الحديثة تعد فرصتهم كبيرة في دول الخليج حيث يجد الباحث عن الوظائف يجد الكثير من العروض اليومية التي تطلب مختصين في هذا المجال، وميزة هذا العمل أنه يمكنك القيام به دون الحاجة إلى السفر والانتقال للعيش في دول الخليج التي تعد فيها المعيشة غالية بالنسبة لدول الوطن العربي الفقيرة؛ ولهذا فإن المتمكن وصاحب الخبرة في هذا الميدان يمكن أن يجد أكثر من فرصة ويعمل مع أكثر من منصة في مجال كتابة المحتوى الرقمي دون أن يغادر موطنه.
5- التسويق الإلكتروني:
في إحصاءات موقع Linkedın لعام 2020 ظهر أن التسوق الإلكتروني يحتل المراتب المتقدمة ضمن قائمة الوظائف الأكثر طلبا في الولايات المتحدة، وحقيقة لا يقتصر الطلب على التسوق الإلكتروني على الولايات المتحدة فحسب بل أصبح مجالا مطلوبا في معظم دول العالم، وخاصة دول الخليج؛ التي تتجه فيها شركاتها إلى الاستثمار في ميدان وسائل التواصل لنشر ماركاتها محليًّا وعالميًّا، وهذا يعني أن هذه الوظيفة من أكثر الوظائف المطلوبة في الخليج، وتشهد زيادة متلاحقة، فالشركات تحتاج إلى مسوّقين متمرسين يستطيعون نشر منتجاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
6- الإبداع:
يقصد بهذا الميدان أولئك الأسخاص الممتعون بقدرات إبداعية في الميدان الذي يعملون فيه، مثل الكتابة، والرسم، والموسيقا، والتمثيل، فهؤلاء الأشخاص يجدون الفرص متاحة لهم اليوم في دول الخليج التي تسعى لأن تكون مقرًّا للمبدعين في كثير من الميادين. وتشجعهم بعض الدول من خلال الإقامة المفتوحة لسنوات عديدة، أو توفير مراكز تحتضن مواهبهم الإبداعية.
7- المجال الصحي:
إن دول الخليج استطاعت بناء نظام صحي يعد متطورا عل مستوى العالم، من هنا فإنها تشجع الأطباء على البقاء فيها وخاصة الأطباء المميزين الذين بدأت بعض الدول منحهم الإقامة الذهبية، ومنهم من عرض عليه الجنسية، فالأطباء مازالت فرصهم متوفرة في الخليج، وخاصة أولئك الممتعين بخبرة طويلة، وبحرفية ومهارة في اختصاصاتهم الطبية.
8- التسويق وتطوير الأعمال:
تسعى دول الخليج اليوم إلى أن تكون بيئة خصبة وسهلة ومشجعة للمستثمرين على مستوى العالم، وهذا يتطلب متطوري ومندوبي أعمال يستطيعون جذب المستثمرين، والمحافظة على سوية عالية للشركات العاملة في مجال تطوير الأعمال والاستثمار، ولهذا فإن هذا الميدا يعد من الوظائف المطلوبة ولا سيما في مجال العقارات، حيث يحقق الأشخاص المحترفون دخلا مميزا وفرص عمل دائمة؛ ولهذا فإن مطوري ومندوبي المبيعات متطلوبون في دول الخليج.
9- الترجمة:
كون دول الخليج تعد مكانا لعيش مواطنين من دول وأعرق مختلفة؛ ولأنها تسعى الآن للانتقال إلى مجال الاستثمارات في ميادين مغايرة للنفط، فإن وظيفة تعد من الوظائف التي ماتزال مطلوبة، وهذه المهنة تتيح للشخص المؤهل فيها أن يجد طريقين للعمل إما وجها لوجه أو عن بعد (أونلاين).
10- المؤثرون:
تسعى دول الخليج إلى الاستثمار الواسع في نطاق القوة الناعمة، ومن هنا فإننا نرى عددا منها يجذب المؤثرين على اليوتيوب أو الإنستغرام او تيك تك وذلك لكون هؤلاء الأشخاص يعتبرون دعاية لجذب المستثمرين والسياح إلى الخليج، وكذلك يرسلون رسائل سياسية واجتماعية من خلالهم، ومن هنا فإن الذين استطاعوا أن يكونوا مؤثرين في ميدان وسائل التواصل الاجتماعي وحققوا نسب مشاهدة واشتراك عالية عليها، نرى دول الخيج تقدّم لهم تسهيلات للإقامة فيها، وهذا يعد ضمن ما يسمى القوة الناعمة التي تستثمر فيها دول الخيج بقوة.
حاولنا في هذا المقال أن نعرض لأهم عشر وظائف مطلوبة في دول الخليج، ومن خلال الاطلاع الدقيق فيها نرى أن هذه الوظائف غدت مطلوبة في دول العالم كله وسط التوجه الرقمي الذي يشهده عصرنا الذي سينتقل إلى عصر الروبوتات قريبا وستصبح الآلة محتاجة إلى من يوجد مشاريع ذكية لاستثمارها، ولكن هذا لا يعني أن الوظائف التقليدية استغني عنها ولم تعد مطلوبة ولكن هذه الوظائف من خلال الأبحاث النظرية والوقائع الحياتية نرى انها في معظمها باتت تعتمد على العلاقات لكثرة المختصين والمنافسين فيها.