لماذا علينا فلترة أو إلغاء وسائل التواصل | الدكتور محمد خالد الفجر

وسائل التواصل الاجتماعي تستهلك نسبة هائلة من طاقاتنا الإيجابية وانتشرت ظاهرة عالمية عند كثيرين ومن مختلف الأعمار تتمثل بالهلع والخوف والاكتئاب والحزن والأرق والقلق وكثيرون يتساءلون عن السبب فلا يجدون جوابا سوى كثرة النظر في الشاشات ومتابعة كل ما يحرك المشاعر السلبية ومن هنا ظهرت مصحات في الغرب لعلاج إدمان وسائل التواصل، وصوروا بعض الحالات في المصحات العلاجية التي تقوم على منع استعمال وسائل التواصل لأسابيع، وفيها هاتف بقرص الهاتف القديم فبعض الحالات كانت تصرخ من شدة رغبتها في فتح وسيلة تواصل واحدة ولكن المصحة تمنع عنه هذه الرغبة هذه الحالات أكدت مصطلح إدمان وسائل التواصل؛ لأن الإنسان تأتيه حالة كحالة المدمن عندما يمنع عنه ما أدمن عليه.

هذه الظاهرة تجعلنا نعيد أو تدفعنا إلى أن نتخذ قرارات صارمة مع هذه الوسائل، إن لم يكن إلغاءها وهذا صعب جدا، فعلى الأقل فلترة ما نشاهده فيها ونتابعه فيها، يعني بالمخصتر، كل ما يعكر صفوك احظره، حيث تتميز هذه الوسائل بزر الحظر، الذي يتيح لك إمكانية منع ظهور منشورات أي شخص أو أية صفحة أو أية مجموعة تثير هلعك وقلقلك وقرفك، كما أن عليك أن تفعِّل ميزة البحث عن الأشياء التي تريح أعصابك في زمن كثرت فيه الأشياء التي تثير القلق والأرق.

يعني إن كانت الموسيقا تريحك فابحث عنها، او كانت الصور الجميلة تريحك فابحث عنها، أو كانت الكلمات النفسية تريحك فابحث عنها، ولا تظن للحظة أن الأخبار ستريحك، خاصة مع كثرة الكذب والإشاعات فيها؛ حيث يمكن أن يوترك خبر وقد يرفع ضغطك والسكري والكولسترول ويعكر يومك كله، وبعد يوم تكتشف أن الخبر لا أصل له أبدا.

مشكلتنا أننا أحيانا نبحث عما يزعجنا ونستمرئ مشاهدته ووسائل التواصل فيها برمجيات تعرض عليك الآن المواضيع التي تُكثِر مشاهدتها، يعني إذا كانت أخبار فتراه لا يتوقف عن عرض الأخبار الكاذبة والصحيحة والمضللة والمؤذية كلها يعرضها لك، ومتل ما بيقولو شو بدو يتحمل قلبك وعقلك قهر أرضي ولا نتي ولا فيسبوكي ولا تويتري ولا تكتوكي، فلنرحم أنفسنا ولنعطف على قلوبنا على الأقل بفلترة ما يعرض علينا إن كنا لا نستطيع إلغاء هذه الوسائل من حياتنا، فمن ينشر إما يكون صادقا وهم قلة، أو تاجرا لزيادة المشاهدين والربح بالفضائح والأخبار الكاذبة ويجعلنا نحن البضاعة التي يتاجر فيها.

فما أحوج انفسنا وقلوبنا إلى حناننا ومراعاتها في زمن تكثر فيه الجلطات والأمراض من كثرة الضغوطات، أو لنقل من كثرة النوافذ التي تلج إلينا من خلالها كثير من الضغوطات.